.. وهكذا .. أما عن مصطلح ( كسر ) فالمرجح أن صاحبه أحد عمال ( الصاغة ) .. فهي هذا المجال المجال هناك الذهب الجديد والذهب الكسر .
أما عندما يريد الشاب الروش أن يتحدث عن فتاة أو شاب آخر ويصفه بأنه رذل أو عديم القيمة فإنة يقول :
صاحبك ( غنداف ) أو ( هفأ ) أو ( بطانه ) أو ( كشه ) أو ( خنتريش ) .. !! والمرجح أن كلمة بطانة هذه قد دخلت قاموس الروشنة عن طريق أحد عمال الخياطة والحياكة .. ترزي يعني .. ففي هذا المجال هناك بدلة ببطانة و أخري بنصف بطانة أو بدون بطانة .. أما بالنسبة لمصطلح ( غنداف ) فالمرجح إنها وصلت إلي عالم الروشنة عن طريق (بيت دعارة ) فهذه يطلق عادة في هذا الوسط علي الرجل القواد أو الزوج الديوس - الخروف يعني - ..
أما إذا ما إنتقلنا إلي كلمة ( خنتريش ) فالمؤكد أنها مصطلح غريب يستخدمه الهنجرانية النشالين لتضليل رجال الأمن .. فيقل الزبون خنتريش .. بمعني أن الشخص المقصود سرقته .. مفلس ... !! أما في قعدات المزاج والكيف من حشيش وخمور وبانجو وخلافه .. فعندما يستدرج الشاب الروش صديقا له لدعوته إلي هذا الطريق الأسود .. فإنه يقول له : ( عيش اللحظة ) وعندما يسأله عن قطعة مخدرات أو حبة برشام مخدر يقول له : ( مفيش نفحة ) ؟ أما عندما يصف زميلا له بأنه مسطول أو سكران فإنه يقول : ده ( عامل دماغ
) ) أو ( مكلفها ) و التكلفة هنا تعني ثمن المخدرات التي أنفقها علي رأسه حتي وصل إلي الحالة التي هو عليها .. أو أن يقول مصطلحا آخر وهو : ده (مقضيها ) أو ( معمي ) أما عندما يهب الشاب الروش بالإنطلاق مع أصحابه فإنه يقول لهم : ( هوبه الناس ) . وعندما يتحدث الروش عن خناقة أو مشاجرة فإنه يقول : ( بوليكه
) أو ( مدعككة ) أو ( دبكة ) والمرجح أن كلمة مدعكة مستمدة من لفظ دعك أما كلمة دبكة فهي رقصة لبنانية مع إختلاف التشكيل والنطق .. فيقول الروش مدعكة طحن أو دبكة طحن .. أي خناقة حامية أما عندما يصف مجموعة كبيرة تتشاجر و تتشاحن فإنه يقول ( ذغابة بيدبوا كحلاوي أي مجموعة كبيرة تتشاجر و تتشاحن فإنه يقول ( ذغابة بيدبوا كحلاوي
) أي مجموعة كبيرة .. تضرب بشكل عشوائي؟! الشباب الروش أيضا أستبدل كلمة الشرطة أو البوليس بمصطلح الحكومة وعندما يتحدث الروش عن شخص ما تم القبض عليه بمعرفة الشرطة فإنه يقول : فلان ( حاسب عالمشاريب
) أي تحمل مسئولية ما حدث ..!! أما عندما يريد الروش أن يصف شخصا ما بأنه بلطجي أو سوابق من عتاة الاجرام .. فإن المصطلحات الخاصة بهذا كثيرة ومتعددة .. منها ( حبسجي ) ( حملجي ) ( قلبه ميت ) ( في الطراوة ) ( بايعها ) أما عن كلمة الموضوع فإنها في مصطلح الروشنة تعني ( المشوار ) أو ( الحوار ) فمثلا يقول الروش لزميله : ( أنت ناسي المشوار اللي حكيته لك ؟ ) أما إذا أراد الروش أن يختصر محدثه الكلام فإنه يقول له : " قصر " أو " هات م الأخر " أو ( أنهي ) .. وإذا أراد منه إلا يتحدث مطلقا فإنه يقول له : " أنت بتحكي في أيه ؟ " .. " سك ع المطلوب .. " أما مصطلح " سك ع المطلوب " هذا .. قد دخل إلي قاموس الروشنة عن طريق أحد العاملين في المقاهي .. وتقال هذه العبارة في هذا الكار عندما يقوم أحد الزبائن بطلب مشروب معين . ثم يعدل عن رأيه أو أنصرف من علي المقهي .. وعندما يقوم القهوجي الجرار بتنبيه القهوجي " النصبجي " بهذه العبارة لوقف تجهيز المشروب السابق طلبه .. ومن المحتمل أيضا أن يكون هذا المصطلح : " سك ع المطلوب " قد دخل إلي قاموس الروشنة عن طريق أحد الشباب العاطل المتلطع علي المقاهي وما أكثرهم !! مصطلح آخر وهو " مسستم
" يقول الشاب الروش عندما يريد أن يصف شخصا ما بأنه مهندم في ملابسه أو منتظم في دراسته .. والمرجع الأكيد أن كلمة مسستم هذه قد دخلت إلي قاموس الروشنة عن طريق أحد الشباب المتعلم الذي وصل إلي المرحلة الإعدادية كحد أدني من التعليم .. أغلب الظن أنه مستمد من المصطلح الإنجليزي System سيستم والتي تعني بالعربية .. نظام .. ولكل أخوان الروشنة أضافوا للمصطلح أحرف عربية " م " وذلك بتطبيق قاعدة سمك .. لبن .. تمر هندي .. وكان هذا المصطلح المنسوخ (مسستم ) ننتقل بعد ذلك إلي مجموعة أخري من مصطلحات الروشنة يقولها الشباب الروش عندما يريد أن ينتهي من شئ ثقيل علي نفسه أو لا يود الأستمرار فيه .. فعندما يقول : كبر دماغك أو يقول أحلق له
أو إقلب أو نفض و أغلب الظن أن مصطلح إحلق له هذا قد دخل إلي قاموس الروشنة عن طريق أحد الحلاقين أما عن مصطلحي أقلب نفض فالمرجع أن قاموس الروشنة قد عرفه عن طريق أحد الخدامين أو المخدماتيه .. ففي هذا المجال يقال .. ( إقلب السجادة ) أو ( نفض السجادة ) .. وهكذا .. والآن نكتفي بهذا القدر الضئيل جدا من مصطلحات الروشنة .. لنطرح السؤال الأكثر أهمية .. كيف توحدت هذه اللغة ( لغة الروشنة ) بين الهنجرانية والمساجين ومدمني المخدرات وطلبة الجامعات المصرية والحلاقين والكهربائية وغيرهم .. كيف توحدت هذه اللغة ؟ .. ومتي؟ وأين تعلمها هذا الجيل البائس ؟ فمبلغ علمنا إنه لا توجد مدارس ولا معاهد متخصصة في تعليم ( لغة الروشنة ) ؟! أسباب الظاهرة .. وأسلوب العلاج ! الحقيقة التي لا خلاف عليها .. أن ( اللغة ) هي وسيلة التفاهم بين أفراد المجتمع .. بعضه البعض .. ولكن أن تتخذ شريحة من المجتمع لغة خاصة بها دون سواها فلهذه الظاهرة .. أسباب و أهداف خاصة بها فمثلا ( لغة الاشارة ) هي وسيلة التفاهم بين البكم لأسباب يعرفها الجميع .. وأهل النوبة .. لهم لغة يستخدمونها عند الضرورة .. إذا أرادوا مثلا ألا يفهم حديثم أحد السامعين .. حتي عصابات الهنجرانية من اللصوص .. لهم لغتهم الخاصة بهم والتي تهدف إلي تضليل رجال الأمن وهكذا نري أن إتخاذ لغة خاصة للتفاهم .. وسيلة لها ما يبررها . أما في حالتنا تلك ؤأقصد عالم الروشنة أو تقليعة الشباب الروش ومصطلحاتهم الغريبة وغير المفهومة معظم أفراد المجتمع وخصوصا كبار السن منهم .. هذه الحالة أتصور أنه نوع من ( الاغتراب ) و ( الغربة ) فالغربة أن تكون غريبا في غير وطنك .. أما الإغتراب فهو أن تكون غريبا داخل وطنك .. وهذا الشباب المسمي ( الشباب الروش
) .. فقد أسلوب الحوار والتفاهم بينه وبين المجتمع .. بمعني أن المجتمع تجاهل طموحاته وتطلعاته واحلامه .. و لهذا اتخذ لنفسه لغة جديدة ومثيرة للتطفل وحب الاستطلاع عساها أن تلفت نظر الكبار إليه وإلي مشاكله . ونظرا لأن الكثير من المشاكل والأزمات .. مستفحلة ومعقدة وعلي رأسها أزمة البطالة ومشكلة الاسكان والزواج وغيرها .. نظرا لكل هذا .. فإن الخوف علي هذه الشريحة من زهرة شباب المجتمع يتضاعف ويشتد مخافة أن تتسع هوة الاغتراب بين الكبار والصغار وساعته .. ينصرف هذا الشباب الروش إلي عالمه الخاص ولغته الخاصة به ويتقوقع علي نفسه متجرعا كؤوس المرارة ومنغمسا في الملذات المحرمة من مخدرات وخمور وغيرها من الموبقات . طريق العلاج ومكافحة الروشنة وللقضاء علي هذه التقليعة أو الظاهرة الغريبة المسماة بـ ( الروشنة ) لا بد من حملات اعلامية لغوية بناءة ولا بد من وقف استخدام تلك المصطلحات الغريبة في جميع الاعمال الفنية - مسرحية - تليفزيوينة - سينمائية .. ولا بد من المسارعة في انتشال هذا الشباب البائس من دوامة الروشنة والضياع التي يعيشها .. وجذبه الي الجامع والكنيسة ودواوين العمل المختلفة فاللغة السليمة .. ستعود إليه حتما في المكتب والمصنع والمزرعة .. أما عن السؤال في كيف توحدت لغة الهنجرانية والمساجين ومدمني المخدرات في إطار واحد ( إطار الروشنة ) .. فالإجابة عن هذا السؤال في عبارة واحدة .. ( فتش عن القهوة ) فالمقهي ومقرها الشارع .. وروادها من كافة الأوساط والطبقات .. هي جامعة العلوم والتقاليع المجتمعية حاليا .. ففي القهوة وفي الشارع .. إختلط الحابل بالنابل خريج الجامعة ( العاطل ) إلي جانب الصنايعي ( البطال ) و اليأس سيد الموقف .. ختاما عزيزي الشاب الروش .. تلك كانت الأصول الحقيقية لمصطلحات لغة الروشنة !!
فهل مازلت بعد متفاخرا بأنك شاب روش؟!!!!
عايز عارف رايكم فى الموضوع ده