أزمة الزمالك الحالية هي أزمة مجتمع بأكمله وليست أزمة أحد الأندية. أزمة الزمالك هي انعكاس حقيقي لكل ما يدور حولنا في حياتنا اليومية، أزمة الزمالك صورة طبق الأصل لأزمة رغيف العيش وأزمة البطالة، واحتكار حديد التسليح وتذاكر السوق السوداء في المباريات الدولية. وهي نفس الأزمة التي يعاني منها قطاع التعليم في مصر وغيره من القطاعات الأخري وهي تعبر أيضا عن أزمة بنزين 80 أو ما يطلق عليه بنزين الغلابة الذي يجعل العربات تسد الشوارع من التكدس أمام محطات البنزين.
أزمة الزمالك هي نفسها مشكلة غرق العبارة السلام وهروب المسئولين عن الكارثة وهي ذاتها قضية النصب الكبري التي تعرض لها مجموعة من «الطماعين» علي يد «البوشي»، وهي تعبر تعبيراً حقيقيا عن أزمة ارتفاع الأسعار وعدم السيطرة عليها.
أزمة الزمالك.. أزمة ضمير في المقام الأول، ضمير غاب عن مجموعة أشخاص بأيديهم اتخاذ القرار الصائب ولكنهم يحيدون عنه.. أزمة ضمير لأناس لا يعرفون شيئا عن الرحمة أو الألفة ويعملون بلا عقل أو قلب.
أزمة ضمير لمخلوقات التفت حولهم مجموعات من أصحاب الذمم الخربة فتسابقوا وقالوا المشورة الخاطئة والرأي المسموم.
أزمة الزمالك لن يتم حلها في يوم وليلة ومثلها مثل الأزمات السابقة تماما وهي صورة طبق الأصل من كل الكوارث التي نتعايش معها ولن يتم حلها لأننا بالفعل نفتقد لثقافة إدارة الأزمات وإيجاد الحلول المثلي لها. فأي من الأزمات السابقة استطاع أي مسئول حلها والتوصل إلي قرار نهائي بشأنها، فنحن بالفعل جهلاء بأمور مشاكلنا ومنها مشكلة الزمالك
نقلاً عن صحيفة"الكورة اليوم المصرية"