بسم الله الرحمن الرحيم
في إحدى القرى كان الصباح يتسلل إلى أطرافها وبدت الحقول كالبساط الأخضر الجميل في حين قام شاب بنشاط يجري
وسط هذه الحقول ثم عاد إلى بيته لكي يذهب إلى جامعته التي سيتخرج منها بعد سنه إن شاء الله كان يوم عادي على هذا
الشاب فلا جديد فيه اخذ أغراضه ثم ذهب إلى الجامعة و في مدخل الباب أستوقفه شيء .....أنها هذه العيون التي لم
يرى جمالا مثلها في حياته ..فأحس بنشوة عارمة تهز قلبه ولكنه ألتفت عنها حتى لا يقع في الفتنه ..........
انتهى اليوم الدراسي و هو لا يشعر بشيء ذهب لبيته و دخل غرفته ولم يلتفت إلى دروسه أتى الليل ولأول مره في
حياته يسهر لا يعلم لماذا؟ تلك العيون التي رآها !!!
خرج من حجرته لينظر من النافذة فلم يسمع سوى النباح و العواء في أرجاء الأرض و رأى القمر يضم ضوءه الخضرة
فأكسبها بهجة أكثر مما فيها و أحس بنسمة تداعب وجهه.
قال لنفسه :ويحي أيعجز قلبي عن رد ما أنا ما فيه...؟
فردت :نعم. فالقلوب بين يدي الرحمن يقلبها حيث يشاء.
فرد : ولكني أخاف الحب و ما يجره .....لا إله إلا الله.
قالت : ولكن ما المشكلة إذا كان حب بريء ثم الزواج إن شاء الله.
قلت في سعادة : صدقتي سأحاول أبعد عن أي فتنة..
في صباح اليوم الجديد أمام الجامعة رأى الشاب تلك العيون في وجه القمر و بسمة الزهرة تزين هذا القمر فأبتسم ابتسامه
تحمل كل معنى في قلبه من حب و قلق و خوف و وعقله يدور ماذا يحمل قلبها اتجاهي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مرت الأيام و كل يوم يمني نفسه بنظرة أو بسمة ولا يجرأ على النطق بكلمة واحدة أمامها........
حتى جاء اليوم الذي بدت جرأته فنظر إليها وقال كلمة واحدة قالها و كاد قلبه يذهب معها قال:السلام عليكم.
فجاءه الرد على هيأة بسمة.....لمن؟؟؟؟ لأول مرة شعر أن البسمة موجهة إليه كادت أن تتعثر قدميه و لكنه أستجمع
قواه ليذهب من أمامها يا له من يوم جميل .......
جاء اليوم التالي ببطء ممل وذهب مسرعا للجامعة ولكن للأسف لم يرها في هذا اليوم جلس يفكر طوال محاضرته
الأولى و لم يشعر بنفسه حتى رآها في مطعم الجامعة و كأنها كانت تبحث عن شيء هي الأخرى فذهب وجلس
على أحدى الطاولات المتناثرة فاقتربت هي منه ووضعت ورقة على الطاولة وذهبت...
مد يده وهو يرتعد ليأخذ الورقة ثم رحل من مكانه ولم يشعر حتى ذهب إلى منزله بأنه يحمل ورقة.!!
وما إن اختلى بنفسه حتى فتح الورقة و قرأها فإذا بها (أنني معجبة جدا بأدبك واحترامك لي و أنت أول شاب أعجب به .M)
فأخرج ورقة و قلم سريعا وكتب و هو يصف إحساسه (والذي نفسي بيده لم أستطيع وصف ما أشعر به و لكنه خيرا إن شاء
الله لم أهتم أبدا بفتاة ولكنك مختلفة عن الباقين في أدبك وجمالك وخلقك.H).
ثم أعطاها لها بنفس طريقتها في اليوم السابق و أستمر هذا الأمر لمدة أيام و كل منهما يراسل الأخر ......
وفي إحدى الليالي جلس الشاب مع نفسه ليحدثها
فقال :إلى متى سنظل بلا كلام و لا سلام؟!
نفسه : نعم أذهب لتكلمها غدا.
هو: وهل هذا سيبقى حبا بريء؟؟
نفسه: نعم وماذا في الكلام!
هو : قد يسكن في قلبي الفتنة و أنا أخافها..
نفسه : نعم هذا هو الحب الحقيقي أن تخاف من الأوهام .
هو: لا يمكنني أن أفعل هذا فقلبي يرتعد عندما يراها..
نفسه : فكيف ستخبرها أنك تريد أن تتزوجها أيها الأبله..
هو : كفلكِ يا نفس لم أعد أحتمل سأحاول...
و في الصباح ذهب و الخوف يسكن قلبه مما دلته عليه نفسه حينما وصل للجامعة أنتظر طويلا ولكن لم يظهر لها أي أثر
فرجع إلى بيته و الكآبة عالقة في وجهه حتى اليوم الأخر فلم تظهر كاد أن يسأل إحدى صديقاتها ولكن كفى نفسه شر السؤال.
مر أسبوع و لم يرها و لم يدري بنفسه إلى وهو يكتب (حبيبتي إن فراقك اجرحا بليغا وإن إن قلبي يبكي مرا و أسى وعيني
تفتقد لبسمة منيرة .لترجعي وتسألي قلبي وعيني عن بعدك سيرد قلبي دما وعيني دمعا :نفقد جمال القمر و رقة الزهر
لترجعي وتري الشجن الذي وضعتيه كالرمح في قلبي بذهابك قد حملتي الفرح من جسدي.)
ثم قال لنفسه(
أيتها النفس حدثيني * أما زلت تعيشي بحبها
أسهرت الليالي شوقا * وقلبي يبكي من أجلها
لكِ الحق يا نفسي * قد رأيتِ نظرة عينها
إذا ابتسمت أنارت * العالم و الدنيا كلها
إني أكره الذكرى * وأخاف أن تكون جمالها
فارقني فجأة جمالها * أ هذا ذنبي أم ذنبها
والله لم أحبها إلا * لحسن أدبها وخلقها
هل أظل هكذا * هل ينتهي زمنها
في اليوم التالي ذهب إلى الجامعة و هو فلقد الأمل و ظن أنها فارقته ولكنه في دخوله الجامعة رآها و ياليته ما رآها ....
رآها وهي تتكلم مع أحد الطلاب قرب منها وسمع بعض الكلام لم يفهم محواه ولكنه سمع(أنه أحد الحمقى يحبني بالأوراق هه)
في هذه الأوان وقع الكلام على أذنه كالصاعقة ودمعت عينه و أراد أن يصرخ مع شدة ما أصيب به مشى ولم يحضر
محاضراته دخل غرفته واستل قلم وورقه وكتب قصته تحت أسم
(تحياتي لمن دمر حياتي)
تأليف / حازم أبوسمك Hazem AbuSamek